مراتب واقسام الحب

.
بعد أن طالعت كثيراً من الموضوعات التي تناولت ( الحب ) أو ما يتعلق به .. أحببت أن أدلي بدلوي فيه من حيث وضع تقسيم للحب بناء على علو رفعته و بعد مكانه ..

أولا /

إن أعلى و أسمى درجات الحب .. هي محبة الله سبحانه و تعالى .. ثم محبّة رسوله الكريم - صلى الله عليه و سلم - .. ثم محبة ما جاء به الرسول من تشريعات ..

و لعل قلباً يخلو من هذا الحب .. لهو قلب خاوٍ لا فائدة فيه و رجاء .. و لن يصلح لاحتواء أتفه الأمر .. ناهيك عن الحب ..

ثانياً /

الحب في الله .. و هو أن تحب المرء لا تحبه إلا في الله .. و لا يكون هذا الحب إلا للقائم بالواجبات .. و المنتهي عن المحرمات ..

أذكر بهذه المناسبة قول الإمام الشافعي - رحمه الله - في أبيات له بديعة :

أحب الصالحين و لست منهم ... لعلي أن أنال بهم شفاعة ..
و أكره من تجارته المعاصي ... و إن كنا سويا في البضاعة ..

ثالثاً /

حب الوالدين و ذوي القربى .. و هو حب فطري جبل عليه الإنسان ..


-- و هذه الأقسام السابقة .. خالية من ( الشهوة ) العاطفيّة أو الماديّة ..

رابعاً /

حب الحبيب .. و هو حب من يستحق منا الحب .. و لا يتأتى هذا الحب إلى بعد إعجاب بالشخصية المحبوبة .. و هذا النوع من الحب ربما قتل صاحبه ..

و لعلي أذكر في هذا الصدد .. قصة الأصمعي .. و ذلك الشاب العاشق ..

حيث مرّ الأصمعي في أحد أسفاره على بئرٍ .. فوجد بجانبها صخرة مكتوب عليها :
أيا معشر العشاق بالله خبروا ... إذا حلّ عشق بالفتى كيف يصنع ..

فكتب الأصمعي :
يداري هواه ثم يكتم سرّه ... و يخضع في كل الأمور و يخشع ..

فذهب و عاد في اليوم التالي .. فوجد مكتوباً :
و كيف يداري و الهوى قاتل الفتى ... و في كل يومٍ قلبه يتقطّع ..

فكتب الأصمعي :
إذا لم يجد صبراً لكتمان سرّه ... فليس له شيء سوى الموت أنفع ..

فذهب و عاد في اليوم التالي .. فوجد شاباً مستلقياً بجانب الصخرة قد فارق الحياة .. و قد كتب :

سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا ... سلامي إلى من كان للوصل يمنع ..

------- انتهت القصة ..

و غيرها كثير .. و عسى أن يكون هناك فرصة لاقتناص و اختيار أفضل ما قيل من أبيات شعريّة بهذا الصدد .. في موضوع آخر ..

خامساً / حب الدنيا .. و ما يتعلق بها من مصالح .. و لعل هذا الحب هو أقل الأقسام درجة و أوضعها مكاناً .. أعاذنا الله و إياكم منه ..

أخيراً ..

حبوا علينا .. بس .. حبوا مثلنا .

و السلام .