الاميرات
اهلا وسهلا بك فى منتدى الاميرات اذا لم تكن مسجل فيسعدنا دخولك معنا التسجيل


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الاميرات
اهلا وسهلا بك فى منتدى الاميرات اذا لم تكن مسجل فيسعدنا دخولك معنا التسجيل

الاميرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
snow white
snow white
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
الجوزاء
الحصان
عدد المساهمات : 4862
عدد النقاط : 9302
العمر : 33
البلد : اسكندرية
العمل/الترفيه : جامعى
المزاج : هادىء
https://elamerat.yoo7.com

سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير Empty سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير

الأحد 11 يوليو - 9:03

سـورة الانسان من17 الى31

بسم الله الرحمن الرحيم

وَيُسْقَوْنَ
فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً(17)عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى
سَلْسَبِيلاً(18)وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلدُونَ إِذَا
رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنثُورًا(19)وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ
رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا(20)عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ
خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ
رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا(21)إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ
سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا(22)
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ
الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً(23)فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تُطِعْ
مِنْهُمْ آثِمًا أَوْ كَفُورًا(24)وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً
وَأَصِيلاً(25)وَمِنْ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلاً
طَوِيلاً(26)إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ
وَرَاءهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً(27)نَحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا
أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً(28)إِنَّ
هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً(29)وَمَا
تَشَاءونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا
حَكِيمًا(30)يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي رَحْمَتِهِ وَالظَّالِمِينَ
أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا(31)}.
تفسير الايات




{وَيُسْقَوْنَ
فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً} أي يسقى هؤلاء الأبرار في
الجنة كأساً من الخمر ممزوجةً بالزنجبيل، والعرب تستلذ من الشراب ما مزج
بالزنجبيل لطيب رائحته، قال القرطبي: فرغبوا في نعيم الآخرة بما اعتقدوه
نهاية النعمة والطيب، قال قتادة: الزنجبيل اسمٌ لعينٍ في الجنة يشرب منها
المقربون صرفاً، وتمزج لسائر أهل الجنة {عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى
سَلْسَبِيلاً} أي يشربون من عين في الجنة تسمى السلسبيل، لسهولة مساغها
وانحدارها في الحلق، قال المفسرون: السلسبيل: الماء العذب، السهل الجريان
في الحلق لعذوبته وصفائه، وإِنما وصف بأنه سلسبيل، لأن ذلك الشراب يكون في
طعم الزنجبيل، ولكن ليس فيه لذعته، فيشعر الشاربون بطعمه، لكنهم لا يشعرون
بحرافته، فيبقى الشراب سلسبيلاً، سهل المساغ في الحلق .. ثم وصف بعد ذلك
خدم أهل الجنة فقال {وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ} أي
ويدور على هؤلاء الأبرار، غلمانٌ ينشئهم الله تعالى لخدمة المؤمنين
{مُخَلَّدُون} أي دائمون على ما هم عليه من الطراوة والبهاء، قال القرطبي:
أي باقون على ما هم عليه من الشباب، والنضارة، والغضاضة، والحسن، لا
يهرمون ولا يتغيرون، ويكونون على سن واحدة على مرِّ الأزمنة {إِذَا
رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنثُورًا} أي إِذا نظرتهم منتشرين
في الجنة لخدمة أهلها، خلتهم لحسنهم وصفاء ألوانهم وإِشراق وجوهم، كأنهم
اللؤلؤ المنثور، قال الرازي: هذا من التشبيه العجيب، لأن اللؤلؤ إِذ كان
متفرقاً يكون أحسن في المنظر، لوقوع شعاع بعضه على بعض فيكون أروع وأبدع
{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا} أي وإِذا
رأيت هناك ما في الجنة من مظاهر الأنس والسرور، رأيت نعيماً لا يكاد يوصف،
وملكاً واسعاً عظيماً لا غاية له، كما في الحديث القدسي (أعددتُ لعبادي
الصالحين، ما لا عينٌ رأتْ، ولا أُذنٌ سمعت، ولا خطَر على قلب بشر) قال
ابن كثير: وثبت في الصحيح أن (أقل أهل الجنة منزلةً من له قدر الدنيا
وعشرة أمثالها) فإِذا كان هذا عطاؤه تعالى لأدنى من يكون في الجنة، فما
ظنك بمن هو أعلى منزلةً وأحظى عنده تعالى؟ ثم زاد تعالى في بيان وصف
نعيمهم فقال {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ} أي
تعلوهم الثياب الفاخرة الخضراء، المزينة بأنواع الزينة، من الحرير الرقيق
- وهو السندس - والحرير الثخين وهو - الاستبرق - فلباسهم في الجنة الحرير
كما قال تعالى {ولباسهم فيها حرير} قال المفسرون: السندس ما رقَّ من
الحرير، والاستبرق ما غلظ من الحرير، وهذا لباس الأبرار في الجنة، وإِنما
قال {عَالِيَهُم} لينبه على أن لهم عدة من الثياب، ولكنَّ الذي يعلوها هي
هذه، فتكون أفضلها {وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} أي وألبسوا في
الجنة أساور فضية للزينة والحلية وعبَّر بالماضي إِشارةً لتحقق وقوعه، قال
الصاوي: فإِن قيل: كيف قال هنا {أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ} وفي سورة الكهف
{يحلون فيها من أساور من ذهب} وفي سورة فاطر {يحلون فيها من أساور من ذهبٍ
ولؤلؤاً} فالجواب أنهم تارةً يلبسون الذهب فقط، وتارةً يلبسون الفضة،
وتارة يلبسون اللؤلؤ فقط على حسب ما يشتهون، ويمكن أن يجمع في يد أحدهم
أسورة الذهب والفضة واللؤلؤ {وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا} أ
ي سقاهم الله - فوق ذلك النعيم - شراباً طاهراً لم تدنسه الأيدي، وليس
بنجس كخمر الدنيا، قال الطبري: سُقي هؤلاء الأبرار شراباً طهوراً، ومن
طُهْره أنه لا يصير بولاً نجساً، بل رشحاً من أبدانهم كرشح المسك، روي أن
الرجل من أهل الجنة يقسم له شهوة مائة رجل من أهل الدنيا، فإِذا أكل سقي
شراباً طهوراً، فيصير رشحاً يخرج من جلده أطيبُ ريحاً من المسك الإِذخر
{إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً} أي يقال لهم بعد دخولهم الجنة
ومشاهدتهم نعيمها: هذا مقابل أعمالكم الصالحة في الدنيا {وَكَانَ
سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} أي وكان عملكم مقبولاً مرضياً، جوزيتم عليه أحسن
الجزاء، مع الشكر والثناء.. مرَّ في الآيات السابقة أن الله تعالى أعدَّ
للكافرين السلاسل والأغلال، كما هيأ للأبرار أرائك يتكئون عليها، وعليهم
ثياب السندس والاستبرق، وفي معاصمهم أساور الفضة، وبين أيديهم ولدانٌ
مخلدون كأنهم اللؤلؤ المنثور، يطوفون على أولئك الأبرار بصحاف الفضة
وأكوابها الصافية النقية، وقد ملئت شراباً ممزوجاً بالزنجبيل والكافور،
وكلُّ ذلك للترغيب والترهيب، على طريقة القرآن في المقارنة بين أحوال
الأبرار والفجار.وبعد هذا الوضوح والبيان، كان المشركون يقابلون كل هذه
الآيات بالصدِّ والإِعراض، والاستهزاء بالقرآن وبمحمد عليه الصلاة
والسلام، وكان الرسول يتألم ويحزن لموقف المعاندين، لذلك جاءت الآيات
تشدُّ من عزيمته، وتسلِّيه وتخفف عن قلبه الشريف آثار الهمِّ والضجر
{إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ تَنْزِيلاً} أي نحن الذين
أنزلنا عليك يا محمد هذا القرآن مفرقاً، لتذكرهم بما فيه من الوعد
والوعيد، والترغيب والترهيب، فلا تبتئس ولا تحزن ولا تضجر، فالقرآن حقٌ
ووعده صدقٌ {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ} أي اصبر يا محمد وانتظر حكم ربك
وقضاءه، فلا بدَّ أن ينتقم منهم، ويقر عينك بإِهلاكهم، إِنْ عاجلاً أو
آجلاً {وَلا تُطِعْ مِنْهُمْ} أي ولا تطع من هؤلاء الفجرة من كان {آثِمًا}
منغمساً في الشهوات، غارقاً في الموبقات {أَوْ كَفُورًا} أي ولا تطع من
كان مبالغاً في الكفر والضلال، لا ينزجر ولا يرعوي، وصيغة {كفور} من صيغ
المبالغة ومعناها المبالغ في الكفر والجحود، قال المفسرون: نزلت في "عتبة
بن ربيعة" و "الوليد بن المغيرة" قالا للنبي صلى الله عليه وسلم: إِن كنت
تريد النساء والمال فارجع عن هذا الأمر ونحن نكفيك ذلك، فقال عتبة: أنا
أُزوجك ابنتي وأسوقها لك من غير مهر، وقال الوليد: أنا أعطيك من المال حتى
ترضى فنزلت، والأحسنُ أنها على العموم لأن لفظها عام فهي تشمل كل فاسق
وكافر {وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ} أي صلِّ لربك وأكثر من عبادته وطاعته
{بُكْرَةً وَأَصِيلاً} أي في أول النهار وآخره، في الصباح والمساء {وَمِنْ
اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ} أي ومن الليل فصلِّ له، متهجداً مستغرقاً في
مناجاته {وَسَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً} أي وأكثر من التهجد والقيام لربك
في جناح الظلام والناس نيام كقوله تعالى {ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى
أن يبعثك ربك مقاماً محموداً} والمقصود أن يكون عابداً لله ذاكراً له في
جميع الأوقات، في الليل والنهار، والصباح والمساء، بقلبه ولسانه، ليتقوى
على مجابهة أعدائه .. وبعد تسلية النبي الكريم، عاد إِلى شرح أحوال الكفرة
المجرمين فقال {إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} أي إِن هؤلاء
المشركين يفضلون الدنيا على الآخرة، وينهمكون في لذائذها الفانية
{وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْمًا ثَقِيلاً} أي ويتركون أمامهم يوماً
عسيراً شديداً، عظيم الأهوال والشدائد، وهو يوم القيامة {نَحْنُ
خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَا أَسْرَهُمْ} أي نحن بقدرتنا أوجدناهم من العدم،
وأحكمنا ربط مفاصلهم بالأعصاب والعروق، حتى كانوا أقوياء أشداء {وَإِذَا
شِئْنَا بَدَّلْنَا أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً} أي ولو أردنا أهلكناهم، ثم
بدلنا خيراً منهم يكونون أعبد لله وأطوع، وفي الآية تهديدٌ ووعيد {إِنَّ
هَذِهِ تَذْكِرَةٌ} أي هذه الآيات الكريمة بمعناها الدقيق، ولفظها الرشيق،
موعظة وذكرى، يتذكر بها العاقل، وينزجر بها الجاهل {فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ
إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً} أي فمن أراد الانتفاع والاعتبار وسلوك طريق
السعادة، فليعتبر بآيات القرآن، وليستنر بنوره وضيائه، وليتخذ طريقاً
موصلاً إلى ربه، بطاعته وطلب مرضاته، فأسباب السعادة ميسورة، وسبل النجاة
ممهدة {وَمَا تَشَاءونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} أي وما تشاءون أمراً
من الأمور، إِلا بتقدير الله ومشيئته، ولا يحصل شيء من الطاعة والاستقامة
إِلا بإذنه تعالى وإِرادته، قال ابن كثير: أي لا يقدر أحدٌ أن يهدي نفسه،
أو يدخل في الإِيمان، أو يجر لنفسه نفعاً، إِلا بمشيئة الله تعالى {إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} أي عالم بأحوال خلقه، حكيم في تدبيره
وصنعه، يعلم من يستحق الهداية فييسِّرها له، ومن يستحق الضلالة فيسهل له
أسبابها، وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة {يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ فِي
رَحْمَتِهِ} أي يدخل من شاء من عباده جنَّته ورضوانه حسب مشيئته وحكمته
وهم المؤمنون {وَالظَّالِمِينَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} أي وأما
المشركون الظالمون فقد هيأ لهم عذاباً شديداً مؤلماً في دار الجحيم، ختم
السورة الكريمة ببيان مآل المتقين، ومآل الكفرة المجرمين.


من سورة الفيل الى سورة الناس




تفسير الايات


"
أَلَمْ تَرَ " اِسْتِفْهَام تَعَجُّب , أَيْ اِعْجَبْ " كَيْف فَعَلَ
رَبّك بِأَصْحَابِ الْفِيل " هُوَ مَحْمُود وَأَصْحَابه أَبَرْهَة مَلِك
الْيَمَن وَجَيْشه , بَنَى بِصَنْعَاء كَنِيسَة لِيَصْرِف إِلَيْهَا
الْحَاجّ عَنْ مَكَّة فَأَحْدَثَ رَجُل مِنْ كِنَانَة فِيهَا وَلَطَّخَ
قِبْلَتهَا بِالْعَذِرَةِ اِحْتِقَارًا بِهَا , فَحَلَفَ أَبَرْهَة
لَيَهْدِمَنَّ الْكَعْبَة , فَجَاءَ مَكَّة بِجَيْشِهِ عَلَى أَفْيَال
الْيَمَن مُقَدَّمهَا مَحْمُود , فَحِين تَوَجَّهُوا لِهَدْمِ الْكَعْبَة
أَرْسَلَ اللَّه عَلَيْهِمْ مَا قَصَّهُ فِي قَوْله (( المقصود الايات))


سورة قريش




تفسير الايات


{لإِيلافِ
قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ } هذه اللام متعلقة بالفعل الذي بعدها
{فَلْيَعْبُدُوا} ومعنى {الإِيلاف} الإِلفُ والاعتياد يقال: ألف الرجل
الأمر إلفاً وإِلافاً، وآلفه غيره إيلافاً والمعنى: من أجل تسهيل الله على
قريش وتيسيره لهم ما كانوا يألفونه من الرحلة في الشتاء إِلى اليمن، وفي
الصيف إِلى الشام كما قال تعالى {رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ} أي في
رحلتي الشتاء والصيف، حيث كانوا يسافرون للتجارة، ويأتون بالأطعمة
والثياب، ويربحون في الذهاب والإِياب، وهم آمنون مطمئنون لا يتعرض لهم أحد
بسوء، لأن الناس كانوا يقولون: هؤلاء جيرانُ بيت الله وسُكان حرمه، وهم
أهل الله لأنهم ولاة الكعبة، فلا تؤذوهم ولا تظلموهم، ولما أهلك الله
أصحاب الفيل، وردَّ كيدهم في نحورهم، ازداد وقع أهل مكة في القلوب، وازداد
تعظيم الأمراء والملوك لهم، فازدادت تلك المنافع والمتاجر، فلذلك جاء
الامتنان على قريش، وتذكيرهم بنعم الله ليوحدوه ويشكروه {فَلْيَعْبُدُوا
رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ} أي فليعبدوا الله العظيم الجليل، ربَّ هذا البيت
العتيق، وليجعلوا عبادتهم شكراً لهذه النعمة الجليلة التي خصَّهم بها قال
المفسرون: وإِنما دخلت الفاء {فَلْيَعْبُدُوا} لما في الكلام من معنى
الشرط كأنه قال: إِن لم يعبدوه لسائر نعمه، فليعبدوه من أجل إِيلافهم
الرحلتين، التي هي من أظهر نعمه عليهم، لأنهم في بلادٍ لا زرع ولا ضرع،
ولهذا قال بعده {الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ
خَوْفٍ} أي هذا الإِله الذي أطعمهم بعد شدة جوع، وآمنهم بعد شدة خوف، فقد
كانوا يسافرون آمنين لا يتعرض لهم أحد، ولا يُغير عليهم أحد لا في سفرهم
ولا في حضرهم كما قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا
آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ} وذلك ببركة دعوة أبيهم
الخليل إِبراهيم عليه السلام حيث قال {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ
آمِنًا} وقوله {وَارْزُقْهُمْ مِنْ الثَّمَرَاتِ} أفلا يجب على قريش أن
يفردوا بالعبادة هذا الإله الجليل، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ؟!


سورة الماعون

بسم الله الرحمن الرحيم

أَرَأَيْتَ
الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ وَلَا
يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ
هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ وَيَمْنَعُونَ
الْمَاعُونَ .
تفسير الايات



{أَرَأَيْتَ الَّذِي
يُكَذِّبُ بِالدِّينِ} ؟ استفهام للتعجيب والتشويق أي هل عرفت الذي يكذب
الجزاء والحساب في الآخرة ؟ هل عرفت من هو، وما هي أوصافه ؟ إِن أردت أنْ
تعرفه {فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ} أي فذلك هو الذي يدفع اليتيم
دفعاً عنيفاً بجفوة وغلظة، ويقهره ويظلمه ولا يعطيه حقه {وَلا يَحُضُّ
عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ} أي ولا يحث على إِطعام المسكين قال أبو حيان
: وفي قوله {وَلا يَحُضُّ} إِشارة إِلى أنه هو لا يُطعم إِذا قدر، وهذا من
باب الأولى لأنه إِذا لم يحضَّ غيره بخلاً، فلأن يترك هو ذلك فعلاً أولى
وأحرى وقال الرازي: فإِن قيل: لِم قال {وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ
الْمِسْكِينِ} ولم يقل: ولا يُطعم المسكين ؟ فالجواب أنه إِذا منَع اليتيم
حقه، فكيف يطعم المسكين من مال نفسه ؟ بل هو بخيل من مال غيره، وهذا هو
النهاية في الخسة، ويدل على نهاية بخله، وقساوة قلبه، وخساسة طبعه،
والحاصل أنه لا يُطعم المسكين ولا يأمر بإِطعامه، لأنه يكذّب بالقيامة،
ولو آمن بالجزاء وأيقن بالحساب لما صدر عنه ذلك {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ}
أي هلاكٌ وعذابٌ للمصلين المنافين، المتصفين بهذه الأوصاف القبيحة
{الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} أي الذين هم غافلون عن صلاتهم،
يؤخرونها عن أوقاتها تهاوناً بها قال ابن عباس: هو المصلي الذي إِن صلى لم
يزح لها ثواباً، وإِن تركها لم يخش عليها عقاباً وقال أبو العالية: لا
يصلونها لمواقيتها، ولا يتمون ركوعها ولا سجودها، وقد سئل رسول الله صلى
الله عليه وسلم عن الآية فقال: (هم الذين يؤخرون الصلاة عن وقتها) قال
المفسرون: لمَّا قال تعالى {عنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ} بلفظة {عَنْ} عُلم
أنها في المنافقين، ولهذا قال بعض السلف: الحمد لله الذي قال {عَنْ
صَلاتِهِمْ} ولم يقل "في صلاتهم" لأنه لو قال "في صلاتهم" لكانت في
المؤمنين، والمؤمنُ قد يسهو في صلاته، والفرق بين السهوين واضح، فإِن سهو
المنافق سهو تركٍ وقلة التفات إِليها، فهو لا يتذكرها ويكون مشغولاً عنها،
والمؤمن إِذا سها في صلاته تداركه في الحال وجبره بسجود السهو، فظهر
الفارق بين السهوين، ثم زاد في بيان أوصافهم الذميمة فقال {الَّذِينَ هُمْ
يُرَاءونَ} أي يصلون أمام الناس رياءً ليقال إِنهم صلحاء، ويتخشعون ليقال
إِنهم أتقياء، ويتصدقون ليقال إِنهم كرماء، وهكذا سائر أعمالهم للشهرة
والرياء {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} أي ويمنعون الناس المنافع اليسيرة،
من كل ما يستعان به كالإِبرة، والفأس، والقدر، والملح، والماء وغيرها قال
مجاهد: الماعون العارية للأمتعة وما يتعاطاه الناس بينهم كالفأس والدلو
والآنية وقال الطبري: أي يمنعون الناس منافع ما عندهم، وأصل الماعون من كل
شيء منفعته .. وفي الآية زجر عن البخل بهذه الأشياء القليلة الحقيرة، فإِن
البخل بها نهاية البخل وهو مخل بالمروءة.




سورة الكوثر



بسم الله الرحمن الرحيم



{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ(1)فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ(2)إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ(3)}.


تفسير الايات


{إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} الخطاب للرسول صلى الله عليه وسلم تكريماً
لمقامه الرفيع وتشريفاً أي نحن أعطيناك يا محمد الخير الكثير الدائم في
الدنيا والآخرة، ومن هذا الخير "نهر الكوثر" وهو كما ثبت في الصحيح (نهرٌ
في الجنة، حافتاه من ذهب، ومجراه على الدُّر والياقوت، تربتُه أطيبُ من
المسك، وماؤه أحلى من العسل، وأبيض من الثلج، من شرب منه شربةً لما يظمأ
بعدها أبداً) عن أنس قال: (بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين
أظهرنا، إِذْ أغفى إِغفاءةً ثم رفع رأسه مبتسماً فقلنا: ما أضحكك يا رسول
الله ؟ قال: أُنزلت عليَّ آنفاً سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم {إِنَّا
أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} السورة ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ قلنا: الله
ورسوله أعلم قال: فإِنه نهرٌ وعدنيه ربي عز وجل، فيه خيرٌ كثير، هو حوضٌ
ترد عليه أُمتي يوم القيامة، آنيتُه عدد النجوم، فيختلج العبد - أي ينتزع
ويقتطع - منهم فأقول: إِنه من أمتي! فيقال إِنك لا تدري ما أحدث بعدك) قال
أبو حيان: وذكر في الكوثر ستةً وعشرون قولاً، والصحيحُ هو ما فسره به رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال: (هو نهرٌ في الجنة حافتاه من ذهب، ومجراه
على الدر والياقوت، تربتُه أطيب من المسك، وماؤه أحلى من العسل) وعن ابن
عباس: الكوثرُ: الخير الكثير {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} أي فصلِّ لربك
الذي أفاض ما أفاض عليك من الخير خالصاً لوجهه الكريم، وانحر الإِبل التي
هي خيار أموال العرب شكراً له على ما أولاك ربك من الخيرات والكرامات قال
ابن جزي: كان المشركون يصلون مكاءً وتصدية، وينحرون للأصنام فقال الله
لنبيه صلى الله عليه وسلم: صلِّ لربك وحده، وانحر لوجهه لا لغيره، فيكون
ذلك أمراً بالتوحيد والإِخلاص {إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ} أي إِن
مبغضك يا محمد هو المنقطع عن كل خير قال المفسرون: لما مات "القاسم" ابن
النبي صلى الله عليه وسلم قال العاص بن وائل: دعوه فإنه رجلٌ أبتر لا عقب
له -أي لا نسل له- فإِذا هلك انقطع ذكره فأنزل الله تعالى هذه السورة،
وأخبر تعالى أن هذا الكافر هو الأبتر وإِن كان له أولاد، لأنه مبتور من
رحمة الله -أي مقطوع عنها- ولأنه لا يُذكر إِلا ذكر باللعنة، بخلاف النبي
صلى الله عليه وسلم فإِن ذكره خالد إِلى آخر الدهر، مرفوع على المآذن
والمنابر، مقرون بذكر الله تعالى، والمؤمنون من زمانه إِلى يوم القيامة
أتباعه فهو كالوالد لهم صلوات الله وسلامه عليه.


سورة الْكَافِرُون



بسم الله الرحمن الرحيم

{قُلْ
يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ(1)لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ(2)وَلا
أَنْتُمْ عابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(3)وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا
عَبَدتُّمْ(4)وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ(5)لَكُمْ دِينُكُمْ
وَلِيَ دِينِ(6) }.

تفسير الايات

{قُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ} أي قل يا محمد لهؤلاء الكفار الذين يدعونك إِلى عبادة
الأوثان والأحجار {لا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} أي لا أعبد هذه الأصنام
والأوثان التي تعبدونها، فأنا بريءٌ من آلهتكم ومعبوداتكم التي لا تضر ولا
تنفع ولا تغني عن عابدها شيئاً قال المفسرون: إِن قريشاً طلبت من الرسول
صلى الله عليه وسلم أن يعبد آلهتهم سنة، ويعبدوا إِلهه سنة، فقال، معاذ
الله أن نشرك بالله شيئاً فقالوا: فاستلم بعض آلهتنا نصدّقك ونعبد إلهك،
فنزلت السورة فغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الحرام وفيه
الملأ من قريش، فقام على رؤوسهم فقرأها عليهم فأيسوا منه وآذوه وآذوا
أصحابه وفي قوله {قُلْ} دليل على أنه مأمور بذلك من عند الله، وخطابه صلى
الله عليه وسلم لهم بلفظ {يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} ونسبتهم إلى الكفر
-وهو يعلم أنهم يغضبون من أن يُنسبوا إلى ذلك- دليلٌ على أنه محروسٌ من
عند الله، فهو لا يبالي بهم ولا بطواغيتهم {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا
أَعْبُدُ} أي ولا أنتم يا معشر المشركين عابدون إلهي الحق الذي أعبده وهو
الله وحده، فأنا أعبد الإله الحقَّ وهو الله ربُّ العالمين، وأنتم تعبدون
الأحجار والأوثان، وشتان بين عبادة الرحمن، وعبادة الهوى والأوثان !!
{وَلا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدتُّمْ} تأكيدٌ لما سبق من البراءة من عبادة
الأحجار، وقطعٌ لأطماع الكفار كأنه قال: لا أعبد هذه الأوثان في الحال ولا
في الاستقبال، فأنا لا أعبد ما تعبدونه أبداً ما عشتُ، لا أعبد أصنامكم
الآن، ولا فيما يستقبل من الزمان {وَلا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ}
أي ولستم أنتم في المستقبل بعابدين إِلهي الحق الذي أعبده {لَكُمْ
دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} أي لكم شرككم، ولي توحيدي، وهذا غاية في التبرؤ
من عبادة الكفار، والتأكيد على عبادة الواحد القهار، قال المفسرون: معنى
الجملتين الأوليين: الاختلاف التام في المعبود، فإِله المشركين الأوثان،
وإِله محمد الرحمن، ومعنى الجملتين الآخرتين: الاختلاف التام في العبادة،
كأنه قال: لا معبودنا واحد، ولا عبادتنا واحدة.

سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير Divide10
ديدي
ديدي
مشرف قسم الصور
مشرف قسم الصور
السرطان
الحصان
عدد المساهمات : 124
عدد النقاط : 282
العمر : 33
البلد : المغرب
العمل/الترفيه : مدير مصنع
المزاج : حب الناس

سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير Empty رد: سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير

السبت 17 يوليو - 23:13
سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير 2458725901_34d6a81621_o
snow white
snow white
المـديـر العـــام
المـديـر العـــام
الجوزاء
الحصان
عدد المساهمات : 4862
عدد النقاط : 9302
العمر : 33
البلد : اسكندرية
العمل/الترفيه : جامعى
المزاج : هادىء
https://elamerat.yoo7.com

سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير Empty رد: سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير

الخميس 29 يوليو - 19:30

سورة الانسان.الفيل إلى الناس.قريش.الماعون.الكوثر.الكافرون مع التفسير T1k16846vp3
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى