الاقتصاد في البناء اهميته ومدى تاثيره في توفير الطاقة في تخفيض الكلفة على المواطن والدولة

الاقتصاد في البناء اهميته ومدى تاثيره في توفير الطاقة في تخفيض الكلفة على المواطن والدولة[



تدعوا الضرورة الى معالجة اسباب هدر الطاقة والخسائر التي تتحملها الدولة كما المواطن اثناء الاعمار نتيجة التصاميم التي لاتعتمد الاسلوب الصحيح المتبع في دول العالم المتحضرة, بالرغم من اننا لسنا بعدين كل البعد عن التكنولوجيا والاسلوب السليم ضمن الضوابط العالمية التي لاتسمح باقامة كتل كونكريتية خالية من الفن المعماري والتي تسبب بهدر للطاقة.
خلال ممارستي العملية والاشراف المباشر في ورش الاعمار في اجواء منخفضة الحرارة ومرتفعة الحرارة والتي تتقارب الى طقس العراق استخدمنا افضل الطرق في تصميم الابنية معتمدين الاسس التي تسمح باستخدام المواد الاولية للبناء حسب المناطق المقسمة مناخيا. خلال هذه التجربة تاكد بانه العازل هو العامل الرئيسي في حماية المستهلك افرادا او دولة من حيث توفير الطاقة التي باتت اليوم الشغل الشاغل للجميع, فالخروج عن الطابع التقليدي للبناء واعتماد مواد تسرع في عملية الاعمار وفي نفس الوقت توفر الطاقة دفع الكثير من الدول المتقدمة الى اعتماد هذه الطرق فقللت من تكاليف البناء ثم وفرت طاقة لازمة مما دفع المستثمر الى التوسع في الاعمار وارتفاع نسبة البيع لديه من الوحدات السكنية ادى في السنوات الاخيرة الماضية الى التحول الكلي لراس المال باتجاه الاعمار..
لحد هذه اللحظة لم ولن تتوقف عجلة التكنولوجيا المخصصة للبناء والتي دائما هدفها الاساس الطاقة المستخرجة ( النفط ومشتقاته ) والمكلفة وكيفية التقنين في استهالكها وكيفية التحول الى الطاقة الدائمة
( الشمس , الارض , الرياح ).
فبالرغم من ذلك تبقى الطرق الاساسية المعتمدة في البناء الاهم من حيث التوفير في الطاقة والمحافظة على بيئة طبيعية كما تحافظ على الفن المعماري الذي اصبح اليوم الاكثر تعرضا الى التشويه بسبب الخروج عن الاحساس المعماري وتحوله الى الفنتازيا التي تتحول فيما بعد الى مكعب كونكريتي ممكيج بمواد محدودة الجمالية المعمارية وعديمة الخاصية المثمرة من ناحية توفير الطاقة فقط انها تعطي عامل السرعة وهذا هو المهم بالنسبة للمستثمر الذي يفكر في اشباع رغبته المادية ولكن في البلدان المتقدمة هناك ضوابط يجب الالتزام بها في التصميم والبناء وهذا مانفتقده في العراق ولذك نرى الاعمار كل على هواه دون مراعاة هدر الطاقة..
اذ نتمنى ان نجد في يوم ما قاعدة من الضوابط المهمة في تحديد البناء ضمن اطر توفير الراحة للمستهلك دون الاسراف في هدر الطاقة.

يجب ان لا نتسرع باختيار الحلول السريعة لحل مشكلة السكن قبل ان ندرس مقومات الارض التي ستقام عليها الوحدات السكنية وطبيعة الانسان العراقي الذي سيسكن في هذه الوحدة المقررة له؟ هل هو قادر ان يتعايش باطار محدد مع اناس لم يعرف طبيعتهم وتصرفاتهم ؟
كذلك يجب دراسة طبيعة المنطقة ومردودات هذه الطبيعة على السكان باعتباره هو الاول والاخير من يتحمل هذه الاعباء.
مقومات الارض وتحملها: قبل بداء اي مشروع او تصميم يجب ان نعرف طبيعة الارض واهميتها وقيمتها على المدى البعيد, فالارض الانتاجية لاتصلح ان تكون سكنية والتجارية ايضا,فالانتاجية مصدر ارزاق المجتمع والدولة وهذا لايمكن التجاوز عليه الا بشروط خاصة ولظروف خاصة دون التعدي على البيئة اساسا, اما التجارية فهي ايضا من مقومات ازدهار المدينة والمجتمع ولها مردود على المدى الطويل ولذلك يجب ان تكون بعيدة عن فكرة استغلالها للاسكان.
الارض التي تصلح ان تكون منطقة سكنية يجب ايضا ان تملك كل المقومات التي تعطي مردودها الايجابي اولا على الدولة ثم المواطن:
قبل البدء بالمشروع وعمل المسح الجيولوجي للارض وصلاحية الارض الى ان تكون منطقة سكنية هنا ياتي الدور على الانسان او الشخص الذي سوف يسكن هذه المنطقة فلو جدلا اردنا اقامة بناء عمودي(شقق سكنية) يجب ان نعرف لمن ستخصص هذه الشقق ومن هم الذين سيسكنوها , لان الفرد الواحد يحتاج 30-40م2 ولكن في البلدان ذات الكثافة السكانية العالية وقلة المساحات المخصصة للاسكان يخصص للفرد الواحد 15-20م2 . في البلدان التي يكون فيها البناء العمودي هو الاساس للاسكان نرى غالبية السكان يقضون نصف وقتهم في شققهم والنصف الثاني في العمل و المدرسة, كذلك من الناحية الاجتماعية العوائل تتكون من 4 افراد فقط ولذلك في اغلب التصاميم توجد ثلاث انواع سكن مخصصة حسب كبر العائلة شقة ذات غرفة واحدة,غرفتين, ثلاث غرف. مشكلة كبر العائلة بالنسبة لنا كعراقيين مشكلة كبيرة ويجب اخذها بنظر الاعتبار لاننا غير قادرين على تحديد النسل والعائلة تكبر ربما كل سنة او حتى كل سنتين..!!!
في الدول الاشتراكية كان المواطن الذي تكبر عائلته يسجل اسمه عند المسؤول عن المنطقة السكنية لتغيير سكنه من الاصغر الى الاكبر او بالعكس حسب ظروف العائلة (المسؤول هو عبارة عن وحدة خدمية يختارها سكان المنطقة لتوفير الخدمات ومتابعت الامور الادارية والخدمية للسكان)
في البناء العمودي الارض تبقى تابعة للبلدية وتستقطع اجور من الساكن حسب مساحة الشقة (ضريبة الارض, ايجار الارض , خدمات(ماء ومجاري, نقل نفايات, تعديل وترتيب الطرق, تشجير المنطقة, توفير مستلزمات الراحة للسكان ضمن ساحات مخصصة للاطفال والكبار))
من الافضل بناء منطقة سكنية تحتوي على جميع الخدمات مما يسهل للساكن ان يختصر الوقت ويوفره لراحته بعد عناء يوم عمل شاق ,
يجب ان يكون المشروع السكني قريب من خطوط الماء الرئيسية كذلك المجاري اما بالنسبة للكهرباء هناك خطة تم تطبيقها في احدى المدن البريطانية واعطت نتائج جيدة وسوف تطبق في لندن. عند بناء حي سكني يجب ان يكون مخصص ل(30الف-40الف) شخص بهذه الحالة ممكن انشاء محطة توليد كهرباء تعمل بالهدروجين مع استعمال الالواح الشمسية لانارة الشوارع والمناطق الرئيسية. المحطة الكهربائية سوف تنتج كمية من الماء وهذا سيخفف من العبء على ماء الاسالة او سيكون مصدر لري المناطق الخضراء....
نفتح المجال لجميع الاخوة من لهم رأي او فكرة تخدم المجتمع ومشكلة الاعمار والسكن