شخصية جحــــــــــــــــا
الأربعاء 27 يناير - 19:20
إن ( جحا ) ليس أسطورة ، بل هو حقيقة ، واسمه ( دُجين بن ثابت الفزاري
– رحمه الله - ) ، أدرك ورأى أنس بن مالك رضي الله عنه ، وروى عن أسلم
مولى عمر بن الخطاب ، وهشام بن عروة ، وعبد الله بن المبارك ، وآخرون .
قال الشيرازي : جُحا لقب له ، وكان ظريفاً ، والذي يقال فيه مكذوب عليه .
قال
الحافظ ابن عساكر: عاش أكثر من مائة سنه . وهذا كله تجده مسطوراً في كتاب
"عيون التواريخ" لابن شاكر الكتبي ( ص 373 وما بعدها). وفي ميزان الاعتدال للذهبي (المجلد الأول، ص 326) ما نصه : جُحا هو تابعي ، وكانت أمه خادمة لأنس بن مالك ، وكان الغالب عليه السماحة ، وصفاء السريرة ، فلا ينبغي لأحد أن يسخر به
إذا سمع ما يضاف إليه من الحكايات المضحكة ، بل يسأل الله أن ينفعه ببركاته .
وقال الجلال السيوطي : وغالب ما يذكر عنه من الحكايات لا أصل له .
ونقل
الذهبي أيضاً في ترجمته له : قال عباد بن صهيب : حدثنا أبو الغصن جُحا –
وما رأيت ً أعقل منه - . وقال عنه أيضاً : لعله كان يمزح أيام الشبيبة ،
فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المُحدثون . وقال الحافظ ابن الجوزي
- رحمه الله - :" ... و منهم ( جُحا ) و يُكنى أبا الغصن ، و قد روي عنه
ما يدل على فطنةٍٍ و ذكاء ، إلا أن الغالب عليه التَّغفيل ، و قد قيل :
إنَّ بعض من كان يعاديه وضع له حكايات .. و الله أعلم .
وأيّاً
كان الأمر : - فإن كان جحا صالحاً وأدرك بعض الصحابة ويخرج بهذه الصورة
فهذا منكرٌ وجرمٌ كبير . - وإن كان من عامة المسلمين فلماذا الكلام فيه ،
والكذب عليه ، وتصويره بصورة خيالية ؟ كيف وهو متوفى ؟ وقد جاء في الحديث
عنه صلى الله عليه وسلم " أذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم "
رواه الترمذي
وهذه دعوة للجميع بالحرص والدقة والتأمّل فيما يُسمع أو يُقال ، وفي الحديث : " كفى بالمرء كذباً (وفي رواية إثماً) أن يُحدّث بكل ما سمع"
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
إضافات
وأيضاً يوجد شخصان سميا بــ " جحا "
1ـ جحا الكوفي الفزازي
2ـ و جحا الرومي المعروف بخوجة نصر الدين
جحا الأول هو من التابعين و هو :
"جحا" دُجين بن ثابت الكوفي الفزاري – رحمه الله ، كانت أمه خادمة لأم أنس بن مالك رضي الله عنه
و جحا كما قال عنه مكي بن ابراهيم رحمه الله : رأيت جحا رجلا كيسا ظريفًا ، و هذا الذي يقال عنه مكذوب عليه و كان له جيران مخنثون يمازحهم و يمازحونه فوضعوا عليه
و قال الزمخشري : و الحكايت عنه لا تضبط
و الجاحظ هو أول مؤلف عربي ذكر جحا في مؤلفاته ، و في فهرست ابن النديم : من الكتب المصنفة في أخبار المغفلين :" نوادر جحا "
و
كتاب " نوادر جحا "هذا غير " كتاب نوادر جحا " المطبوع بمصر و بيروت
المترجم عن التركية ، المنسوبة إلى جحا الرومي ، و قد دخلت فيه حكايات من
نوادر جحا ( العربي ) في جملة ما ترجم إلى التركية من كتب العرب
و هذا هو الخلط الذي جرى فنسب إلى دجين بن ثابت الكوفي ما لم يقله أو يعرف عنه ، بسبب هذا الرومي
و جحا رحمه الله ( دجين بن ثابت ) توفي في خلافة المهدي العباسي (ت: 130هـ )
***********************
فتوى للشيخ عبد الرحيم السحيم حفظه الله
نص الفتوى
هل جحا من التابعين ؟؟؟
جواب الشيخ عبد الرحمن السحيم
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
الكاتب
خَلَط بين شخصيتين ، والأمر يحتاج إلى تحقيق وتدقيق . فالذي تُنسب إليه
النوادر والطرائف ليس هو التابعي . وهذا الاسم اُطلِق على شخصين ، أحدهما
بغدادي والآخر كوفي . والبغدادي مُتأخِّر ، والكوفي مُتقدِّم .
أحدهما يُقال له دُجين ، والآخر ثابت .
قال
الإمام البخاري في " التاريخ الكبير " : دُجين بن ثابت ، أبو الغصن
اليربوعي ، بصري سمع منه مسلم وابن المبارك . قال علي : سُئل عبد الرحمن
عن دُجين ، فقال : قال لنا دجين أول مرة حدّثني مولى لعمر بن عبد العزيز .
لم يُدرك عمر بن الخطاب ، فتركه فما زالوا يُلقنونه حتى قال : أسلم مولى
عمر بن الخطاب ! ولا يُعْتَدّ به ، كان يَتوهم ، ولا يُدْرَى ما هو !
وضعفّه ابن أبي حاتم في " لجرح والتعديل " .
وروى
ابن عدي في " الكامل " من طريق يوسف بن بحر قال : سمعت يحيى بن معين يقول
: الدجين بن ثابت أبو الغصن صاحب حديث عمر " من كذب علي متعمدا " ، هو
جُحا . وهذه الحكاية التي حَكى عن يحيى أن الدجين هذا هو جحا أخطأ عليه من
حكاه عنه ؛ لأن يحيى أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدجين بن ثابت إذا
روى عنه بن المبارك ووكيع وعبد الصمد ومسلم بن إبراهيم وغيرهم ، وهؤلاء
أعلم بالله من أن يَرووا عن جُحا ! والدجين أعرابي .
وتَرجَم ابن
الجوزي في " الضعفاء والمتروكين " لِ " دُجين بن ثابت ، أبي الغصن
اليربوعي البصري " ، فقال : ويَتوَهَّم أحداث أصحابنا أنه جحا ، وليس كذلك
.
وقد ترجم الإمام الذهبي في " سِير أعلام النبلاء " للمتقدِّم
فقال : أبو الغصن : هو الشيخ العالم الصادق المعمر ، بقية المشيخة ، أبو
الغصن ، ثابت بن قيس الغفاري ، مولاهم المدني : عِداده في صِغار التابعين .
يَرْوِي
عن : أنس بن مالك ، وسعيد بن المسيب ، ونافع بن جبير ، وخارجة بن زيد
الفقيه ، وأبي سعيد كيسان المقبري ، والقدماء ، ورأى جابر بن عبد الله
فيما اعترف به أبو حاتم. حدث عنه : معن بن عيسى، وعبد الرحمن بن مهدي ،
وبشر بن عمر الزهراني ، والقعنبي، وإسماعيل بن أبي أويس ، وجماعة.
وأخطأ من زعم أنه جحا صاحب تيك النوادر.
قال
يحيى بن معين والنسائي : ليس به بأس. وقال ابن معين أيضا في رواية عباس:
هو صالح ، ليس حديثه بذاك ، وروى أحمد بن أبي خيثمة عن يحيى : ضعيف.
قال
ابن حبان : هو من موالي عثمان بن عفان . وكان قليل الحديث ، كثير الوهم
فيما يَروي ، لا يُحْتَجّ بِخَبَره إذا لم يتابعه غيره عليه. وقال ابن عدي
: يُكتب حديثه .
قال ابن سعد : عاش ثابت بن قيس مئة وخمس سنين ،
ومات سنة ثمان وستين ومئة . اه . وترجم الذهبي لِثابت بن قيس هذا في "
ميزان الاعتدال " ، وقال فيه : مات سنة ثمان وستين ومائة، وله مائة سنة .
وقال ابن عدى : هو ممن يُكتب حديثه . وقال البخاري : رأى أنسا. حَدَّث عنه
عبد الرحمن بن مهدي . اه .
وترجم لآخر في " السِّيَر " ، فقال :
جحا أبو الغصن ، صاحب النوادر ، دُجين بن ثابت ، اليربوعي ، البصري . وقيل
: هذا آخر .رأى دجين أنسًا ، وروى عن أسلم ، وهشام بن عروة شيئا يسيرا .
وعنه : ابن المبارك ، ومسلم بن إبراهيم ، وأبو جابر محمد بن عبد الملك ، والأصعمي ، وبشر بن محمد السكري ، وأبو عمر الحوضي .
قال
النسائي : ليس بثقة.وقال ابن عدي : ما يرويه ليس بمحفوظ. وروي عن ابن معين
قال : دجين بن ثابت هو جحا . وخطّأ ابن عدي مَن حَكى هذا عن يحيى ، وقال :
لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا ، والدُّجين إذا روى عنه ابن المبارك ،
ووكيع ، وعبد الصمد ، فهؤلاء أعلم بالله من أن يَرْووا عن جحا.
وأما
أحمد الشيرازي ، فَذَكر في " الألقاب " أنه جُحا ، ثم رَوى عن مكي بن
إبراهيم قال : رأيت جحا الذي يقال فيه : مكذوب عليه ، وكان فتى ظريفا ،
وكان له جيران مُخَنَّثُون يُمَازِحُونه ! ويَزيدون عليه .
قال عباد بن
صهيب : حدثنا أبو الغصن جحا ، وما رأيت أعقل منه . قال كاتبه : لعله كان
يمزح أيام الشبيبة ، فلما شاخ ، أقبل على شأنه ، وأخذ عنه المحدِّثون .
وقد قيل : إن جحا المتماجِن أصغر مِن دُجين ، لأن عثمان بن أبي شيبة لَحِق جحا ، فالله أعلم.
وكذلك وَهِم من قال : إن أبا الغصن ثابت بن قيس المدني ، هو جحا . اه .
وفي " الأعلام " للزركلي : كان أبو الغصن جحا البغدادي صاحب مُداعبة ومزاح ونوادر ، توفي في خلافة المهدي العباسي .
وقال
في ترجمته : جحا الكوفي الفزاري ، أبو الغصن : صاحب النوادر . يُضرب به
المثل في الحمق والغفلة . كانت أمه خادمة لام (أنس بن مالك) . اه .
فأنت ترى الإمام الذهبي يقول فيمن روى عنه ابن المبارك ، ووكيع ، وعبد الصمد ؛ يقول : فهؤلاء أعلم بالله من أن يَرْووا عن جحا .
وقال
ابن حجر في " تعجيل المنفعة " : دجين بن ثابت اليربوعي أبو الغصن البصري
... وقال ابن مهدي : كان الدجين يقول : حدثني مولى عمر بن عبد العزيز ،
فلم يزالوا به يُلَقِّنونه حتى قال : حدثني أسلم مولى عمر ! يعني أنه
يَصغر عن إدراكه . اه .
وعلى كُلّ فإن الناس إذا رووا طرائف أو
مُضحِكات عن جُحا ، لا يقصدون شخصا بِعينه يُلصقون به تلك الطرائف ؛ لأن
أكثر الناس اليوم يتصوّرون أن " جحا " شخصية وهمية ! بِدليل أنهم يَروون
عنه طرائف ومُضحِكات مُتعلِّقَة بالمخترعات الحديثة !
وإذا كان جحا
الذي تُروى عنه تلك الطرائف وُصِف بما وُصِف به ، وكان يُضرب به المثل في
الحمق والغفلة ؛ فنقل أخباره وطرائفه لا يدخل في ذِكر مساوئ الموتى .
والله تعالى أعلم .
اسال الله عز وجل ان يوفق الجميع الى مايحبه ويرضاه
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى