الاميرات
اهلا وسهلا بك فى منتدى الاميرات اذا لم تكن مسجل فيسعدنا دخولك معنا التسجيل


انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

الاميرات
اهلا وسهلا بك فى منتدى الاميرات اذا لم تكن مسجل فيسعدنا دخولك معنا التسجيل

الاميرات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
the queen
the queen
الحمل
الفأر
عدد المساهمات : 43
عدد النقاط : 69
العمر : 27
البلد : الاسكندريه
العمل/الترفيه : طالبة بالثانويه العامه
المزاج : very happy

قصة قصيره ~ بعيداً عن الضوء ~ Empty قصة قصيره ~ بعيداً عن الضوء ~

الخميس 25 أكتوبر - 16:18
~ بعيداً عن الضوء ~

حتى ربطة عنقهِ ؛ لم تسلم من نوبة التوتر التى أصابته وهو يهتف بعصبية وضجر :
" ماذا أفعل اﻵ‌ن ؟ ﻻ‌ يُمكن أﻻ‌ أشارك فى هذه المسابقة "

لم أجد ما أقوله ، مُحاوﻻ‌ً بلورة أفكارى علّها تفيده ؛؛
وعينى تدور على محتويات مكتبه المُبعثرة ، واﻷ‌دراج المقلوبة رأساً على عقب ؛؛
وفنجان القهوة الذى انسكب ما تبقى فى آخره على اﻷ‌وراق المتناثرة فوق الطاولة ...

بدأت الفكرة التى تطوف بمخيّلتى تتضح لى أكثر شيئاً فشيئاً ؛؛
فأخذتُ أراقب هيئته المُرهقة ، وشعره اﻷ‌بيض الذى أوشك أن يشدُّه متناسياً وقاره ،،
وعصبيته ﻻ‌ تزال متجلية فى صوته :
" أنت مبتدئٌ فى هذا المجال ، ﻻ‌ تعرف تلك الحالة التى ينضب أثناءها فكرُ الكاتب ؛ كيف ﻷ‌ديبٍ كبيرٍ مثلى أن يعتذر عن اﻻ‌شتراك فى المسابقة المحلية للقصة القصيرة ؟! "

قلتُ محاوﻻ‌ً مساعدته ، بصفتى مساعده الخاص ، وأحد المتدربين فى مكتبه :
" الحرب ، السﻼ‌م ، الحب ، الفراق ، الـ ... "

قاطعنى صارخاً :" كتبتُ فى كل هذا ، أى شئٍ قد تتخيله ، أو ﻻ‌ تتخيله "

استرخيتُ فوق اﻷ‌ريكة وأغمضتُ عينى ﻻ‌ستدرج الفكرة التى تومضُ فى رأسى عن بُعد ؛؛
حتى أضاءت فجأة ، فشردتُ قائﻼ‌ً :" بعيداً عن الضوء "

هتف مستوضحاً :" مــاذا ؟!!! "

قلتُ بصوتٍ واثق وعينى تبرقُ بالنصر :" بعيداً عن الضوء "
وطفقتُ أشرح له الفكرة ... بأكملها ،،

أزعجنى فﻼ‌ش الكاميرا الذى ومض أمامى ،،
فأفقتُ من حديث ذاكرتى القصير ، وانتبهتُ إلى تلك السيارات الفارهة التى تحيط بمدخل قاعة المؤتمرات الفاخرة ؛؛
سرتُ بجوار أستاذى الذى كان يبتسم بغرورٍ ويتبادل التحايا مع كبار اﻷ‌دباء ؛؛؛

*لقد تم اختيار قصته ضمن الفائزين فى المسابقة ؛؛
وها هو يعتلى المنصّـة ليتم تكريمه ، بعد أن يقرأ قصته على سمع الحاضرين ...
صمت الجميع وأصخوا آذانهم لما سيقوله أستاذى

((~ بعيداً عن الضوء ~

طﻼ‌ء اﻷ‌ظافر ﻻ‌ يعجبها ، يا الله .. إلى متى ستظل تلك السيدة مغرورة هكذا ؟!!!
جو الكواليس اليوم مختنقٌ للغاية ، والمخرج يخشى أن يتأخر العرض ,,,

رتبتُ نظراتى فى قطارٍ يطوف على المحيط البنىّ ، ويتعلقُّ صاعداً على اﻷ‌سﻼ‌ك السوداء ، وهابطاً على درج السﻼ‌لم ؛؛
حتى توقف فى رحلته .. عندها ،،
ها هو شعرها اﻷ‌صفر المصبوغ بعناية ؛ يحظى بأنظار مرآتها منذ ساعةٍ أو أكثر ؛؛
والجميع يلتف حول أنفها المرفوع لكى ترضى صاحبة الجﻼ‌لة ؛ أقصد بطلة المسرحية ...

نظرتُ فى النص المسرحى ﻷ‌راجعه للمرةِ اﻷ‌خيرة ،،
متحدياً الضجيج من حولى ، وشحنات اﻻ‌ضطراب التى تصيب العاملين جميعهم قبيل العرض ؛؛

هنا ... خلف الكواليس ...
قد يُحدث سقوطُ قلمٍ على اﻷ‌رضية الخشبية ؛ نوعاً من الضغط النفسى المتصاعد عند الجميع ؛؛
لستُ أدرى لماذا ﻻ‌ تتأثر البطلة المشهورة بهذا الصخب ؟!!

" أوه ! ألم أطلب تغيير زِر فستانى ذاك ، كيف سأؤدّى الدور هكذا ؟!!!!! "

كتمتُ ضحكة فى أعماقى ، وعدتُ لقراءة النص ؛؛
يبدو أنها لن تتغير أبداً ...

" أين المُلقِّـن ؟؟ "
ذهبتُ باتجاه المخرج ، الذى وضع يده على كتفى :
" أمامك مهمة كبيرة ، تعرف أن بطلتنا ﻻ‌ تطيق حفظ النصوص ، عليك أن تتدارك اﻷ‌مر "

تنهدتُ وفى داخلى رغبة تود اﻹ‌عﻼ‌ن عن نفسها فى سؤال ...
ما الذى يجبرهم على هذه المرأة ؟!
هل يتحملها الجميع فقط ﻷ‌ن معجبيها كُثُر ؟!

ذهبتُ إلى مكانى تحت المظلة التى تخفينى عن الجمهور ، حتى رُفع الستار ، فشرعتُ فى إتمام مهمتى ؛؛
قد يكون دورى هامشياً فى نظر معظم الناس ، ولكنى أؤمن بأنى لستُ على الهامش دائماً ؛؛
أنا أؤدّى عملى ، بحرية ، وطﻼ‌قة ، وما أراه .. أنى أصنعُ المشهد ،،

قد ﻻ‌ يرى الحضور غير هذه البطلة ، وﻻ‌ ينصب اهتمامهم على أحدٍ سواها ،،
من يُدرك أن البطولة ﻻ‌ يصنعها شخصٌ واحدٌ وفقط ؟!
من يُعطى حق الثناء على المصوِّر ؟ ومهندس الصوت ؟ أو حتى الشخص الذى يساعد الممثل على ارتداء ثيابه ؟
وكل العاملين خلف الكواليس ؟

وعلى نطاقٍ أكبر فى حياتنا الواسعة ، الكل يُركز اهتمامه على ما يصل إليه ،،
متجاهﻼ‌ً حقيقة أن هناك فريقُ إعدادٍ لكل شئ ، بما فيه معامل المخترعين .!!

و ....... لقد انتهيت ،،
صفير المعجبين وتصفيقهم يهزّان جدران المسرح ،،
ابتسمتُ فى موقعى المُتخفى وأنا أصفَّق بهدوء ،،
دائرة الضوء هكذا .. محجوزةٌ دائماً لمن يحتلون مجال رؤية الناس ،،
ابتسمتُ ﻷ‌ن دورى دائماً ..." بعيداً عن الضوء ".
تمَّت. ))

من جديد .. صفَّق الحاضرون بشدة ،،
وسُلطت اﻷ‌ضواء على أستاذى وهو يستلم جائزته ،،

وأنا عند إحدى الزوايا ،،
أصفِّقُ مع الجميع ...
تماماً كالمُلقِّن ..." بعيداً عن الضوء ".!!

تمت

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى